English original here
بقلم: سي. إف. روبنسون
روجر جَي. ماتسون
سرقة القنبلة الذرية: حال دانيال وخداع الجيش الاسرائيلي
خلق الفضاء، 2016
إنه لشيئٌ جلي التحدث عن “أسلحة الدمار الشامل” ونموها في الشرق الأوسط. دق الإعلام المحلي نواقيس الخطر منذ أن بدأت إيران في برنامجها النووي في الثمانينات (مع أنه إلى الآن ولا قنبلة نووية واحدة إيرانية الصنع). الهدف المزعوم للحرب على العراق كان لنزع الأسلحة النووية، البيولوجية، والكيماوية والتي كان العراق متهم بها زوراً وبهتاناً، لمنع الند من القدرة على تصنيع قنبلة نووية، قامت إسرائيل بهجومٍ ضاري على العراق 1981 وعلى سوريا 2007. كما قال جين بول سارتر ، إسرائيل مريضة مرض الخوف، هم يخافون من شبح قنبلتهم المسروقة، تفاصيل كيف قاموا بسرقة القنبلة مذكور في كتاب روجر جَي ماتسون الصادر 2016 بعنوان: سرقة القنبلة الذرية: حال دانيال وخداع الجيش الاسرائيلي
هذه هي تفاصيل الحيلة. حازت اسرائيل على التكنولوجيا النويية عن طريق إدارة أيْزن هَوَر الساذجة ببرنامج الطاقة الذرية للأغراض السلمية هذا المظهر الخدَّاع أستخدم لإنشاء مفاعل “نهال سُرِقْ”، والذي بدأ العمل عام 1960. هذا المفاعل كان صغير الحجم ولا ينتج الطاقة الكافية لعمل قنبلة نووية، ولكنه وضع اسرائيل على الطريق لتصبح دولة قادرة على التصنيع النووي المتكامل.
بعد إنشاء على نَهال سُرِقْ، قام الإسرائيليون بالحصول على مفاعل نووي آخر قادر على إنشاء الأسلحة النووية من فرنسا، الفرنسيون كانوا غاضبين من الولايات المتحدة بسبب انحيازهم لمصر بشأن أزمة السويس ما أنتج عن السرعة في إنتاج مفاعل قادر على انتاج الاسلحة النووية في قرية ديمونة بصحراء النقب.”1″ هذا التواصل الفرنسي”2″ الاسرائيلي كان مهماً للغاية، القنبلة الإسرائيلية صممت بناءً على قنبلة صممتها فرنسا وجربتها بالقرب من الرقان بالجزائر عام 1960.”3″
ولكن برنامج النووي السلمي الأمريكي و التواصل مع الفرنسيين أعطى اسرائيل جزء بسيط من برنامجهم النووي، لا زالت اسرائيل بحاجة إلى كميات كبيرة من اليورانيوم المخصَّب. ماتسون يوضِّح كيفية الحصول عليها وذلك عن شركة غير موثوقة سُمِّيت مؤسسة المواد و اللوازم النووية. أنشئت هذه المؤسسة عام 1957 في بتسبرغ ، أبو بلو في بنسلفانيا. عملية سرقة القنبلة أوضحت أن سبب وجود المؤسسة هو حيازة إسرائيل لليورانيوم المخصَّب، تزويد المؤسسة لليورانيوم لجهات أخرى من ضمنهم سلاح البرحرية الامريكي كان مجرد غطاء لتحقيق أهداف إسرائيل، مؤسسوا مؤسسة المواد واللوازم النووية كانوا مجموعة من اليهود، إسمان منهم بارزون في هذه القصة، أولهم المستثمر ديفيد لونثال (1921-2006). والثاني هو زالمان شابيرو (1920-2016) وكان جارٌ لِلونثال في بتسبرغ وهو المسؤول عن العمليات اليومية لإدارة المؤسسة.
مقر مؤسسة المواد واللوازم النووية
بينما كان هناك مجموعة من اليهود يمولون المؤسسة عن طريق لوينثال يقومون بتشغيل المؤسسة، كان رأس المال قائم من آخرين و بالأخص البنوك المحلية. مؤسسة المواد واللوازم النووية تأثرت بشكل إيجابي بقروض بنك ميلون الوطني و بنك بتسبرغ الوطني.”4″
على الأغلب بدأت مؤسسة المواد واللوازم النووية بتصدير اليورانيوم لإسرائيل مباشرة بعد بدء نشاطها التجاري، برغم ذلك، لم تلاحظ وكالة الطاقة الذرية الفارق في مخزون المؤسسة إلاّ في 1965. ما سهَّل عملية السرقة هو أن اليورانيوم المخصب كان يعبأ ويخزَّن بكميات صغيرة، هذه الطريقة في التخزين كانت ضرورية لتلافي حوادث مدمرة بسبب تحرر النيترونات بكميات قد تقتل الأشخاص المتواجدون في المناطق المجاورة.”5″ أثناء التخزين، بكل الأحوال، إشعاع اليورانيوم المخصب لا يشكل ذلك التهديد، وذالك مكّن المؤسسة من تخطي الحراسات بسبب ضئل حجم الكميات.
كان التسجيل المحاسبي في دفاتر المؤسسة لليورانيوم قذر، وكان جلياً أن هذه القذارة أثناء التسجيل كانت متعمدة. ولفترة من الزمن، كانت المؤسسة لا تزال قادرة على السرقة عن طريق بعض خدع الخفَّة المحاسبية، كدمج بعض المهربات ببضاعة ضمن اتفاقية أخرى، عندما قامت وكالة الطاقة الذرية بمواجهة شابيرو عن كمية اليورانيوم المفقودة، كان هناك الكثير من الأعذار المختلقة سلفاً، هنالك أيضاً إشتباه بإحراق الكثير من السجلات أثناء الحريق المدمر عام 1964، وأصر شابيرو على إحتمالية بأن احتمالية الكمية المفقود ناتجة عن المهدور بصورة عبار يورانيوم متتطاير على مخارج الشحن للمؤسسة والذي غسل بطريق الخطأ وانتهى بنهر كسكمنتاس أو انتهى بها الأمر في مماسح التنظيف أو كانت عالقة على ملابس وأحذية عمال الشركة،كما أنه لام الموظفين غير الكفئين الذين قاموا بالمخالفات المحاسبية، المحققون قدَّروا بأن كل إدعاءاته غير صحيحة. التسجيل المخادع بدا كأصل وليس كخطأ لأجل تزيد اسرائيل باليورانيوم المخصب، كما يعلم كل المجرمون الإداريون، أسهل طريقة لسرقة البنك هي امتلاكه.
عن طريق إدارة شابيرو، إسرائيل كانت تحقق نجاحاً تلو نجاح، إسرائيل حازت على القنبلة من فرنسا عام 1960، قامت إسرائيل في الغالب بعمل تجربة نووية تحت الأرض بصحراء النقب سنة 1963. إضافة إلى سرقات مؤسسة المواد واللوازم النووية قامت إسرائيل بسرقة شحنة بحرية من منتوج اليورانيوم سنة 1968. هذه العملية أشرف عليها الموساد تحت إسم خفاش الدراق.
قامت إسرائيل كذلك بتجربة نووية أخرة بالتعاون مع دولة جنوب إفريقيا في المحيط الهندي سنة 1979 وقد تم إكتشافها عن طريق قمر التجسس الأمريكي “فيلا هوتل”. على غرار كل الأمور المتعلقة بإسرائيل، كان هناك التظاهر بالتغابي والتملص إضافة إلى نظريات مناوئة لما قد القام القمر الإصطناعي بالتقاطه، بكل الأحوال، يجب هنا الإشارة على أن القمر صمِّم بهدف المراقبة لأي تجارب نووية تحتدث على سطح الكوكب للتأكد من التزام الدول بإتفاقية حظر الأسلح النووية عام 1963، والوميض المزدوج الذي التقطه القمر الصناعي موافق لنتائج التجارب النووية. ماتسون نوّه لإدارة كارتر للتغاضي عن الحدث في سبيل الحصول على الأصوات الانتخابية لدى اليهود.
كان لمؤسسة المواد واللوازم النووية دورٌ فعَّال في مشروع منهاتن الإسرائيلي، ولكن بخلاف الأميريكيين، كان غير الإسرائيليين من دفع الثمن. سنة 1967 بيعت مؤسسة المواد واللوازم النووية لشركة ريتشفيلد الأطلسية. هذا جعل المستثمرون الصهاينة بما فيهم شابيرو بعيدين عن أي ملاحقة قانونية في المستقبل، وجنبهم تكاليف التنظيف وأي تكاليف أخرى. توقفت المنشأة عن إنتاج الوقود النووي عام 1983.
في الوقت تسلم ليندن جونسون للرئاسة كانت الدلائل واضحة على سرقات مؤسسة المواد واللوازم النووية، ولكن الرئيس كان غارقاً في أزمة حرب الفيتنا إضافة إلى الخلافات الداخلية للمجتمع الأمريكي. اتضح لاحقاً للرئيس أنه ليس هناك الكثير ما له القدرة على فعله، وأن المحاولات ستكون ضئيلة الجدوى.
بالرغم من الأدلة الدامغة على سرقة القنبلة، لم يكن هناك أي ملاحقات أمنية، ما يدل على تواطؤ كل أطراف هذه العملية.
قضية واتسون أذّت إلى الدروس المستفادة التالية:
تظهر تجربة مؤسسة المواد واللوازم النووية بأن الولاء المزدوج يجعل التحكم بالأسلحة النووية أصعب من المحتمل.
أن سياسة إسرائيل الغامضة تجاه برنامجها النووي يعيق التقدم في مسألة خلوْ الشرق الأوسط من الأسلحة النووية.
السرِّية المستبدة تعيق المواطنين عن تقييم أداء حكوماتهم.
دروس يمينيوا أميريكا الجدد من الأمور المتعلقة بمؤسسة المواد واللوازم النووية
الحكومة الجيدة
دراسة الفنون والعلوم الحكومية لثورات يميني شمال أمريكا الجدد، حادثة مؤسسة المواد واللوازم النووية كانت من مسؤولية مكتب التحقيق الفدرالي، المخابرات الأمريكية، ووكالة الطاقة الذرية. هذه الثلاث جهات لها وظائف وأهداف مختلفة. كانت وكالة الطاقة الذرية حديثة الإنشاء والتي كانت أنظمتها تعتمد على فرضية أن المنشآت النووية تعمل في إخلاص ووضوح. المخابرات الأمريكية تعمل في الخفاء، عادةً تقوم بجمع الأدلة التي لا يمكن عرضها على المحكمة، وغالباً لا ترغب في جعل أساليبها معروفة لدى الشارع العام، ومستعدة للتعامل بمبدأ بأن التجسس يخدم المصالح الخاصة بالتجسس. المخابرات الأمريكية كانت على دراية بمنظومة إسرائيل النووية وحتى كانت تعلم من أين يأتي اليورانيوم المخصَّب، ولكن للأسباب المذكورة والخلو من الإرادة السياسية، لم تقوم بإتخاذ أي إجراء، وأخيراً إدارة التحقيق الفيدرالي والممثل لقوة القانون والتي تقوم بملاحقة أي جاسوس تم اكتشافه، هي أيضاً جهة تستمتع بأضواء الشهرة في خضم القضايا الكبيرة، قضية مؤسسة المواد واللوازم النووية لم تكن بالقضية الجالبة لتلك الأضواء، إضافة إلى ذلك فإن تهم سرقة المؤسسة لليورانيوم كانت صعبة الإثبات في المحكمة وكذلك كان عمل التحقيق اللازم مفعم بالمخاطرة السياسية. أو كما قال ماتسون: المكتب كان حساساً لإحتمال ردات الفعل من قبل إسرائيل.”6″
منذ حادثة مؤسسة المواد واللوازم النووية وبالأخص بعد الحادي عشر من سبتمبر، دفعت الحكومة الأمريكية إلى المزيد من التعاون بين مكتب التحقيق الفدرالي و المخابرات الأمريكية، ولكن الكبرياء والثقافة التنافسية أمور من الصعب تجاوزها، بالإضافة الى ذلك فإن المشكلة قائمة بخصوص فئة ذات قوة سياسية في المجتمع، ما دفع الحكومة الأمريكية غض الطرف عن أي إجراءات تخص مثل هذه القضايا، بكل الأحوال، ذكر المشكلة هو الخطوة الأولى لإيجاد الحل.
استخدمت المشاكل العالمية لصالح إسرائيل وتنظيم المجتمع اليهودي
إسرائيل وتنظيم المجتمع اليهودي قاموا باستغلال مشاكل في الدول الأخرى للحصول على ما يريدون. على سبيل المثال، ساهم في إنهاء التجهيز لمفاعل ديمونا الدعم الفرنسي الذي نتج عن الغضب الفرنسي تجاه أمريكا بسبب موقفها الداعم لمصر في شأن قضية السويس. أظهر ماتسون كذلك بأن مشكلة فرنسا بالجزائر في الخمسينات و الستينات قد استخدمت لصالح إسرائيل كذلك. المصريون كانوا داعمين للمقاومة الجزائرية، ما أودى بفرنسا وهب طائرات مقاتلة لإسرائيل لدعم الثقل ضد مصر، فرنسا خسرت في الجزائر، ولكن المقاتلات ضلت في إسرائيل.
كذلك استغلت إسرائيل التحديات الأمريكية في الحرب الباردة. في هذه الأثناء من التوتر العالمي تلاعبت إسرائيل بأمريكا كما تلاعبت من قبل في فرنسا. الطاقة الذرية للسلام كانت جزء من محاربة أمريكا للإتحاد السوفيتي. حكومة أيْزنهاور ظنَّت بأن سماح إنشاء المنشآت النووية للطاقة السلمية سيحد من التوسع الشيوعي، لكن النتيجة، أن هذه السياسة أدت إلى التسارع في إنجاز البرنامج النووي الإسرائيلي، كما هو الحال في الأمور الأخرى. بسبب الطاقة الذرية للسلام، كتب بيتر آر. لافويْ عضو رابطة ضبط التسلح :
…[ الأمريكان] كانوا مذنبين بالأفكار الوردية. كان عندهم الكثير من الثقة بقدراتهم في التحكم في التصرفات النووية للدول الأخرى. لجعل الأمور أسوأ، ركَّزوا على العوائد العلمية والتجارية والسياسية العائدة للولايات المتحدة. التصدير النووي منعهم من الإنتباه اللازم للإحتياجات الأمنية وإجراءات التسليم الدول التي العديد منها سيسيء الاستخدام للدعم الأمريكي.
سنة 1966 قامت الحكومة الأمريكية بتزويد إسرائيل بمقاتلات “أي فور إي سكاي هوك” القادرة على نقل الأسلحة النووية على الرغم من اعتراض وزارة الخارجية الأمريكية على ذلك”7″. في نفس الوقت، الملاحظات الاستقرائية تدل على أن الطيران الإسرائيلي قام بتدريبات مشابهة إلى تلك التدريبات المتبعة لنقل الأسلحة النووية. فمنذ عام 1960 قامت أمريكا بتزويد إسرائيل بنظم الأسلحة المتقدمة.
من وجهة النظر السياسية لأتباع “أمريكا أولاً”، من الواضح أن إسرائيل ليست بالحليف لأمريكا ولكن بالعبء عليها، بأخذ ذلك بالاعتبار، قد يكون من الممكن أن التغذية الإعلامية للتوتر ما بين أمريكا وروسيا منظم من تنظيم المجتمع اليهودي لخلق مشاكل تعود بالنفع لإسرائيل.
الأزمة الإقتصادية أستخدمت لصالح إسرائيل و تنظيم المجتمع اليهودي
الصهيونية استطاعت إنشاء مؤسسة المواد واللوازم النووية بسبب التراجع في الصناعات الأمريكية في الخمسينات”8″. العاملون في الصناعة الأمريكية كأوبولو و بنسلفانيا كانوا متعطشون للإستثمارات والوظائف، ذلك صعَّب من دق ناقوس الخطر وصعّب كذلك من طرح التساؤلات. مثال ذلك، العديد من العاملين السابقين في مؤسسة المواد واللوازم النووية مصابين أو ماتوا بمرض السرطان، وإلى اليوم، تنظيف المخلفات النووية في أبولو لم يتم بعد.
السياسة الأمنية الأمريكية تجاهلت حقيقة إحتمال عدم الولاء من اليهود
حقيقة أن رأس مال مؤسسة المواد واللوازم النووية كان عن طريق استخدام لوينثال كوسيط، كان يجب أن يحذر الحكومة الأمريكية و وكالة الطاقة الذرية. نعي لوينثال عام 2006 وضّح بأن لوينثال كان صهيونياً متفانياً. إنتقل إلى الولايات المتحدة سنة 1932 من بولاند، خدم في الجيش الأمريكي في الحرب العالمية الثانية، وأصبح مواطناً سنة 1945. مع أنه مواطن أمريكي، لوينثال عمل في الحقيقة لتوسيع المصالح الإسرائيلية، كان المسؤول عن الدفاع في سفينة إكسيدوس سنة 1947 والتي نقلت المهاجرين اليهود الغير شرعيين من أوروبا إلى فلسطين آن ذاك، بذلك الوقت كانت فلسطين تحت الإنتداب البريطاني، وهجرت يهود أوروبا قد منعت وقت إذ لمنع تفاقم الأزمة بينها وبين العرب. قصة هذه السفينة ظهرت سنة 1960 في فيلم إكسدوس والذي أخرج من قبل أُتو برمنجر. خدم لوينثال كذلك في عصابات الهاجانا في حرب 1948، وخدم لاحقاً كعميل للجيش الإسرائيلي والموساد ما بين 1963 و 1968.
من المهم لفت الإنتباه أنه على الرغم من الولاء الواضح لِلونثال تجاه اليهودية العالمية وإسرائيل، ومع ذلك الحكومة الأمريكية قامت بعقد عقود وعمل موفقات أمنية حساسة للعاملين في مؤسسة المواد واللوازم النووية. هذه السياسة مثيرة أكثر للتساؤلات بواقع أنها حدثت وعين الحقيقة بأن أسرار ومعلومات المنشآت النووية الأمريكية كانت بحوزة اليهود منذ البدء بالعهد النووي. مثال ذلك الجواسيس اليهود الذين هربوا المعلومات النووية للإتحاد السوفيتي من أشهرهم ديفيد جرينجراس، هوليوس وإيثيل روزنبرغ، الجاسوس الألماني كلاوس فُتش والذي لم يكن يهودياً ولكن ثمانية أعضاء من أصل التسعة الآخرين كانوا، ومن ضمنهم هاري جولد والذي هرّب بنفسه الأسرار النووية لموسكو.
وقامت الحكومة الأمريكية بإعطاء الموافقة الأمنية لِزالمان شابيرو، ولم يقوموا بسحب الموافقة الأمنية حتى بعد اكتشافهم أن شابيرو لا يبدي الولاء لأمريكا وأنه صرّح بأنه مستعد القتال من أجل إسرائيل أعتقد بأنه عازمٌ على الهجرة إلى هناك.”9″
وأشار واتسون بأن مكتب التحقيق الفيدرالي حجب بشكل متعمد الكثير من المعلومات المهمة تجاه تعاطفه الداعم لإسرائيل:
من الظاهر أن مكتب التحقيقات الفيدرالي قام بعملية الحظر لحماية خصوصية شابيرو. حيث أنه من المنطقي توقع أن المكتب الفيدرالي علم بنشاطات شابيرو مع إسرائيل أثناء التحقق الأمني، بعد ذلك قاموا بحجب هذه المعلومات. شابيرو كان واضح بشأن هذه النشاطات، بعد عدة سنوات ذكر ذلك في تأريخ شفهي أقيم من قبل الجمعية القومية للنساء اليهوديات في منطقة بيتسبرغ. شابيرو قال بأنه عضو في المجتمع التكنولوجي الإسرائيلي”تكنيون”، وهي مؤسسة تقدم الدراسات العلمية والتكنولوجية لإسرائيل، موقع تكنيون أبرز إسم شابيرو في اللوحة الشرفية للأعضاء. وكان شابيرو كذلك المدير التنفيذي لـ”هيلِل، مؤسسة لحياة اليهود الجامعية لأكثر من 500 كلية وجامعة. وتتطوع كذلك في المجتمع اليهودي لمكافحة التشهير، وكان عضو دائم الصندوق القومي اليهودي، وشغل منصب نائب الرئيس لمنظمة الصهيوني الأمريكي، وهي الأقدم والتي كانت لبرهة من الزمن أكبر المنظمات الداعمة لإسرائيل في الولايات المتحدة الأمريكية، أنشأ اليهود المريكين هذه المنظمة سنة 1897 لدعم الكيان اليهودي في فلسطين. ساهمت منظمة صهيوني أمريكا للمضي في دعم إنشاء دولة إسرائيل سنة 1984، كان شابيرو فاعل في المنظمة لعدة سنين. في الرابع والعشرين من تشرين الثاني سنة 2008، أكثر من 500 شخص حضروا العشاء القومي الذي أقيم في فندق جراند حياة في نيويورك حيث احتفوا بمجموعة من الأشخاص لمساهماتهم، أحد أعضاء الشرف اسمه هنري سكوارتز و زالمان شابيرو لمساهمتهم في إنشاء المنظومة المضادة للصواريخ.”10″.
هذه العلاقات لم توقف أو تمنع التحقق الأمني، بغض النظر عن عمليات التخريب الإسرائيلية، لا زال المجتمع الأمريكي لا يملك الوعي السياسي اللازم، كأن له مناعة تجاه عدم الولاء والإحتيال اليهودي.
إن كان في الحكومة، فاحذر …
عند قراءتي لهذا الكتاب، لم أستطع سوى التفكير في حقيقة بشعة للغاية، وهي بوجود احتمال أن أي صداقة مع يهودي لعمل محترم رفيع المستوى تخلوا من الإخلاص. زالمان شابيرو حظي بصداقة حميمة بينه وبين مدير وكالة الطاقة الذرية جلن تي. سيبورغ (1912 – 1999). هذه الصداقة الغير مخلصة أدت لتزويد شابيرو باليورانيوم المخصَّب لإسرائيل، على سبيل المثال، دعم مدير الأمن والحماية بمنظمة الطاقة الذرية قال:
“…الصداقة الذي حظيها شابيرو من سيبرغ أدّت إلى أن تجاوزات مؤسسة المواد واللوازم النووية تم تجاهلها من قبل وكالة الطاقة الذرية بشكل كبير.…” بعثنا التقرير بعد التقرير ولكن آل ذلك إلى لا شيئ، أنا آخذ التقرير لمديري، ومديري يأخذها للمدير العام، والأمر ينتهي عند المدير العام لأنه يعلم أن سيبرغ لن يفعل شيئ، لقد كان الأمر مرهق”11″
عندما قدّم شابيرو موافقة أمنية ذات درجة أعلى، الجهات القانوية كمكتب التحقيق الفدرالي و قسم العدل سعوا إلى إيقاف ذلك، ولكن سيبرغ تدخل لأعلى المستويات في الحكومة للحصول عليها، سبب هذا الأمر مأزق حل عن طريق منح شابيرو إدارة نظام الطاقة بواشنطن، لم توقَّع أي عقوبة”.
إسمٌ آخر يوجد في هذه القصة، هذه المرة من ناحية تأثير إسرائيل على أمريكا، هو آيب فينبرغ (1908-1998). هو صاحب حملة التمويل لدايمونا وكان متورط في تهريب الأسلحة لإسرائيل. فينبرغ كان متبرع بارز للحزب الديمقراطي، وكان صديق للرئيس هاري إس. ترومان وإدارة ليندون بي. جونسن. بعد الهجوم الإسرائيلي المباغت على المدمرة ليبرتي سنة 1967، آيب فينبرغ بقي على القرب من الرئيس جونسن وأوعز لحكومة إسرائيل إلى ماذا كان الرئيس جونسن يفكِّر لكي يقوموا بتغيير توجيهاتهم بحيث تبقي الإدارة الأمريكية و الشعب الأمريكي مؤيد لدولة إسرائيل، الحكومة الإسرائيلية لقبت فينبرغ بـ”هاملت” في البلاغات، مختصر الحديث، قد تم التلاعب بك.
الاستنتاجات
اليهود، بما فيهم من يعيش في الداخل الأمريكي، يعملون بكل قوة ضد المصالح الأمريكية. مثال ذلك نجده في العلاقات المسيحية اليهودية، بالأخص ردودهم للمجتمع الذي أخذ بالتراجع منذ الستينات، الحركة الإنجيليكية البروتستانتية و الكنيسة الكاثوليكية كانوا في صراع ثقافي منذ عقود، هؤلاء المسيحين المخلصين وقفوا لـ: دعم الحياة، محاربة جمعية المثليين، محاربة الإباحية، محاربة زواج المثليين، والعديد العديد من الأشياء. في خضم ذلك القس البروتستانتي يبدو لدرجة الإستعباد مؤيد لإسرائيل، يبشر لصالح اليهود، بغض النظر عن نظرتك لصناعة الثقافات، لا بد من الاشارة، بينما قس الكنيسة الإنجليكية يصل بدعمه لليهود لعنان السماء، في صراع الحضارات، يعمل اليهود ضدهم.
وكذلك على المستوى الوطني، الحكومة والشعب الأمريكي يهدفان إلى إنهاء السلاح النووي، الإستقرار في الشرق الأوسط، وعموم السلام في أرجاء المنطقة ككل، إسرائيل وتنظيم يهود أمريكا يسعون إلى عكس ذلك، تأثير إسر ائيل على الحكومة و الإعلام ساعد في التدخل الأمريكي في الأزمة السورية، جعل داعش تقاتل أكثر ضراوة للبقاء ومنع الولايات المتحدة وإيران من الوصول إلى تقارب طال إنتظاره.
في الختام، استحواذ اسرائيل على الأسلحة النووية هو كارثة مروعة، وعلى الرغم من ذلك لم يتم بعد ذرف الدموع من قبل الجانب الإسرائيلي، تهورهم العصبي هم وتنظيم يهود أمريكا، وخلوهم من الشعور مع الآخر تزيد من احتمال استخدام إسرائيل لتلك الأسلحة لأي جانب معارض لها في المنطقة، كتب كيفن ماكدونالد “هناك أحداث حصلت منذ خمسمئة سنة لا زالت حاضرة في عقول الناشطين اليهود – ظاهرة علينا التوقف عندها من الجميع في عصر حازت فيه إسرائيل على السلاح النووي و الأسلحة البعيدة المدى””12”
النصوص والمراجع
- كتب ماتسون “قرابة الخمس وعشرين مليونير قاموا بمنح حوالي 40 مليون دولار لمفاعل دايمونا، وزير المالية السابق هنري مورغنتاو جونيور دعم “آيب” فينبرغ عن طريق تنسيق الداعمين من قبل معهد سونبورن. فينبرغ كان الداعم الأصغر سناً، داعمون آخرون ضمنهم صمويل زاكس مدير عام منظمة الصهيونية الكندية، لويس بلومفيلد عضو في مكتب الخدمات الاستراتيجية في الحرب العالمية الثانية وشغل لاحقاً منصب مستشار قانوني لأحد الداعمين الآخرين، و صمويل برونفمان مؤسس ويسكي سيغرام” (كيندل لوق. 832)
- “في الضرب لأجل السلام ذكر بيرز في مذكراته، أنه توصل للإتفاق مع مسؤول فرنسي لتزويدهم بالمفاعل ضمن اجتماع سري بفرنسا، وكان بالتزامن مع التنسيق الفرنسي البريطاني الإسرائيلي لإستعادة السيطرة على قناة السويس، البروفوسور و المؤرخ أفنر كوهان قال أن المسؤولين الفرنسيين لم يبلغوا الرئيس الفرنسي تشارلز ديغول بشأن اتفاقية المفاعل النووي على الرغم من علمهم بأن المفاعل سيستخدم لتصنيع الأسلحة” (كيندل لوق. 832)
- كيندل لوك 783
- كيندل لوك 1609
- للمزيد من المتابعة على الأحداث، برجاء قراءة لوق من صفحة 1121
- لوق 2743
- لوق2218
- من المهم الملاحظة بأن الصناعة الأمريكية بدأت بالتراجع بالتزامن مع السيطرة الأمريكية على كوريا الجنوبية واليابان، بعدها بدأت الصناعات بالانتقال من وسط الغرب الأمريكي إلى الشرق الآسيوي، التدخل الأمريكي في جنوب كوريا هو مستنقع استفادت منه الأمم الأخرى، دونالد ترامب وعد بمناورة النقدية الصينية، بعد ثلاثة شهور من اسلامه السلطة، قامت كوريا الشمالية بالتهديد بالتوسّع في البرنامج النووي وقامت بإطلاق صاروخ بالقرب من اليابان، للتعامل مع الأزمة، قام ترمب بالتخلي عن هذه المناورة في سبيل كسب الدعم الصيني، يبدوا أن الصين صممت خطة طارئة إستخدمت فيها كوريا الشمالية للضغط على الولايات المتحدة، يجب على أمريكا إتخاذ جانبها الخاص في العلاقات الصينية الأمريكية الغير متزنة، بسبب التعهد الأمريكي لحماية كوريا الجنوبية، قلت القدرة الأمريكية لحماية صناعتها المحلية، هذه الحماية فقدت قيمتها منذ نهاية الحرب الباردة.
- لوق 2733
- كيندل لوق 1840، 1841
- كينل لوق 5505
- كيفن بي. ماكدونالدز، فهم التأثير اليهودي: دراسة في لعب دور الضحية العرقية(أوغستا غا ، قمة ناشرين واشنطن, 2004) ص 10
احاديث جانبية
صمويل لوثستون
هل من الممكن القول بأن الأسلحة النووية تعود ملكيتها لليهود؟ لو نظرنا إلى كل اليهود الذين عملوا في مشروع مانهاتن، هل نستطيع القول بأن اليهود سرقوا شيئ هم نفسهم صمَّموه؟
سي. إف. روبنسون
25/4/2017
فكرت في طرح سؤال كهذا ضمن هذا المقال، ولكن قرَّرت فيما بعد أن الحديث في هذا الجانب قد يطول، وكذلك هو تأملي بعض الشيئ، بكل الأحوال بما أنه قد سإل
- القنبلة التي صممت في مشروع مانهاتن لا تعود ملكيتها لليهود. بل كانت ملكية خاصة لمواطني وحكومة الولايات المتحدة الذين أنشأوا وموَّلوا المشروع، الجامعات والبنا التحتية والمنشآت الصناعية ودافعي الضرائب وغيرها وغيرها، هي أمور ذات أهمية لمشروع مانهاتن، والذي أقيمت تجاربه على أراضي تعود ملكيتها للولايات المتحدة آن ذاك، أضف إلى ذلك، بأن كل من ساهم في مشروع مانهاتن كانوا يعملون في ظروف سرية تامَّة وقد وقَّعوا قبل ذلك على تعهد عدم الإفصاح وإبداء الولاء في سبيل ذلك، لذا فإن الجواسيس في هذه المسألة قد خانوا الأمانة.
- هناك العديد من علماء الفيزياء الغير يهود شاركوا في بداية المشروع، أثناء التنفيذ وبعد انتهاء المشروع، نستنتج من ذلك أنه ضرورة إشتراك اليهود في المشروع هي مسألة ذات جدل، كوريا الشمالية وباكستان إستطاعا وبكل تأكيد صنع القنبلة النووية، إيران لا يتواجد فيها قنبلة نووية، ويبدوا أن هذا أمرٌ متعمد، أفضلية المفاوضات الدبلوماسية تكون بالتهديد بصنع قنبلة نووية بدلاً من حيازتها.
- من المحتمل أن هناك مكاسب تمت من خبرات العلماء اليهود في تصنيع القنبلة في الأربعينات، ولكني أتساءل إن كان هناك بعض المطاردات من قبل “كبار علماء” اليهود للمراهقات في أرجاء المنشأة والتسبب في فضائح داخل طاقم العمل، أمرٌ كهذا لن يتم التصريح به، ولكنه احتمالية موجودة، نحن نعلم ماذا فعل النجوم اليهود بهوليوود، يمكن القول جدلياً أنه ربما خبرة علماء اليهود ساعدت في تسريع عملية تصنيع القنبلة في 1945، ولكن من المؤكد أنه بسبب اليهود أمريكا خسرت إحتكار القنبلة النووية سنة 1949، والسماح للتوسع الشيوعي في كوريا سنة 1950، مشاركة ألبرت أينشتاين كانت في رسالة توصية للرئيس فرانكلين ديلانو روزفلت بحثه على تصنيع القنبلة، علاقة اينشتاين بالمشروع هي لشهرته العلمية أكثر منها في فيزيائيات المشروع.
%D9%83%D9%8A%D9%81%20%D8%A7%D8%AD%D8%AA%D8%A7%D9%84%D8%AA%20%D8%A7%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84%20%D9%84%D9%84%D8%AD%D8%B5%D9%88%D9%84%20%D8%B9%D9%84%D9%89%20%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%86%D8%A8%D9%84%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%B0%D8%B1%D9%8A%D8%A9
Share
Enjoyed this article?
Be the first to leave a tip in the jar!
Related
-
Why I Wish They’d Stop Talking to White People About Race
-
Eric Kaufmann on White Extinction & White Genocide
-
John Doyle Klier’s Russians, Jews, and the Pogroms of 1881-1882, Part 3
-
Jean Raspail’s The Camp of the Saints
-
John Doyle Klier’s Russians, Jews, and the Pogroms of 1881-1882, Part 2
-
John Doyle Klier’s Russians, Jews, and the Pogroms of 1881-1882, Part 1
-
Missing Hard Times – Sebastian Junger’s Tribe: On Homecoming and Belonging
-
John Kennedy Toole’s A Confederacy of Dunces