English original here
بقلم: موريس في. دِ كامب
الجانب العراقي بينه وبين مجلس الأمن للأمم المتحدة” `1`
– وزير الخارجية جيمس كارتر 9/6/1991
“هناك جانبين فقط ممّن يدقون طبول الحرب في الشرق الأوسط، الدفاع الإسرائيلي والداعم المطلق لها الولايات المتحدة.”`2`
– بات بتشانانو 26/8/1990
مع أن مدة حرب الخليج لا تتجاوز عدة شهور، التأثير الذي جلبته هو ضخم ومستمر، الآن بعد قرابة الثلاث عقود بعد انتهاء الحرب، يستطيع المرء النظر للخلاف بتمعن وفهم أعمق.
هدية من المريخ
من وجهة نظر الجيش الأمريكي، حرب الخليج كانت كهدية من المريخ(عند اليونان كانوا يعتبرونه إله الحرب)، الولايات المتحدة في ذلك الوقت لا زالت متأثرة من هزيمة الفيتنام و فشل المفاوضات في شأن محاولة تحرير الرهائن في إيران، الولايات المتحدة أتمت المسودة، الجيش إختار طاقماً أفضل، والقوات المسلحة صقلت مهاراتها في برنامج قائمة المعدات الخمس الكبيرة`3`. “الخمس الكبيرة” صممت بعناية للتغلب على تكنولوجيا الاتحاد السوفيتي بناءً على الدروس المستفادة من معركة خاضها الفيرماخت في الجانب الشرقي، وكذلك من العارك التي خاضتها إسرائيل مع الدول العربية التي تستخدم السلاح السوفيتي، العقيدة القتالية الأمريكية تدعى معارك الجو أرض، وقد درِّست لكل جندي، والتدريب العسكري كان مكثَّف ومطابق للواقع وفعّال. أثناء حرب الخليج، الجيش العراقي كان يواجه القوة الأمريكية التي فصِّلت لتدميره.
من وجهة نظر المجتمع الغربي والغير متحضر، إعادة الملكيات لما كانت عليه، كانت حرب الخليج تظهر بمظهر أخلاقي، صدام حسين ظهر وكأنه “هتلر” آخر يحتل الدول المجاورة بهمجية.
إضافة الى ذلك لم يستطع صدام حسين اختلاق الصدام بين أمريكا والاتحاد السوفيتي الذي لم يكن قد حل بعد، الحرب الباردة كانت في هدوء مستمر، أوروبا لم تكن بهذا الهدوء منذ فينا 1815. صدام في 1990 راهن لإنهاء قروض الكويت الفاحشة والحفر المائل إنتها بالخارج، من الجانب العراقي، لقد كانت محاولة متهورة لرجلٍ مريض.
القليل من التحذيرات
خلال حرب الخليج، المجتمع الأمريكي دعم الحرب بشكل كبير، كانت عملية درع الصحراء/عاصفة الصحراء، ومزيدٍ من التركيز، كانت السي إن إن أضافت نقطة نقطة نقطة شرطة حرف V دلالة على النصر وصوت الطبول كان مقدمة النشرة (https://www.youtube.com/watch?v=dG5j2gWg94c) ، مع تغطية إخبارية على مدار الساعة، مقتبسين مقدمة فيلم “اليوم الأطول” 1962
في حين أن الشارع العام دعم الحرب، كان هناك القليل من المنشقين عن ذلك في الإعلام الأمريكي المحافظ، من ثم من بين صانعي القرار في البيت الأبيض كأمثال جين جي. كيركباترك و بات بوتشمان، الذين كانوا واعين لمسألة التدخل في النزاع. وروبرت نوفاك ويعتبر “يهودي كاره لنفسه”`1` ومتنصِّر، كان كذلك حذر`5`، من ناحية أخرى، اليهود من جانب المحافظين الجدد – والتي هي بالأساس حركة يهودية `6` وليس لها من تعريف المحافظين في شيئ- دعمت الحملة في 1990 وعند الاطاحة بصدام حسين وحتى قبل بدئ حرب الخليج، كان في جريدة “النيويورك تايمز” محرران صحفيان يكتبان مقالات عن إطراء اليهود للإطاحة الكاملة.
الكاتب الصحفي ويليام سافاير و آي. أم. روزنثال.`7`
بعد الأزمة، كان هناك مسيرات وجوائز شرفية وحتى برامج وثائقية عن قوة التدمير الأمريكية التي عملت بكفاءة في الصحراء. بدا الأمر وكأنه سهل للغاية، ولكن الإنشقاق بين داعمي الحرب ورافضي الإحتلال داخل الحزب الجمهوري لا زال في إتساع، اليهود الناشطين أنشأوا تفاعل دائم مع الدعاية المغرضة في المجتمع الأمريكي، لإستخدام الجيش الأمريكي لتحقيق مصالح إسرائيل في الشرق الأوسط.`8` لسوء حظ الأمريكان، هؤلاء الذين كانوا واعين للتأثير اليهودي على الإدارة الأمريكية غير قادرين على تغيير المسار`9` للحكومة الأمريكية`10`
فخ للتوسع في الحرب
كان بإمكان الحرب العراقية أن تنتهي بفترة محدودة، كمثل الخلاف بين ايطاليا والنمسا عام 1850 أو بروسيا وألمانيا مع الدنمارك أثناء نفس الفترة، وقت إذ سبب الأزمة كان إما التعدي أو الدفاع عن أرضٍ ما، ولكن لم تكن هناك الرغبة في الإطاحة بنظام حكم بالكامل وبناء الدولة من جديد بناءً على عقيدة ثورية جديدة. في أغلب الحالات في أوروبا، كما كان الحال في شليسفيغ هولستن، كان هناك تعمد لتجنب حروب مستقبلية، على الرغم من ذلك، الرئيس جورج إتش. دبليو. بوش، عن سبق تصميم أو عن ظريق الخطأ نصب فخ للحرب الموسَّعة.
هذا الشرك امتد بالحرب الاقتصادية على العراق، وما هو أهم من ذلك، فرض مناطق الحظر الجوي بين 1991 و 2003، القوات الجوية الأمريكية كانت تجوب الأجواء وأحياناً تقصف أهداف في منطقة الحظر الجوي، في الواقع حرب أمريكا مع العراق لم تنتهي منذ مفاوضات وقف إطلاق النار في صفوان. `11`
هل كانت الحرب من مصلحة أمريكا؟
في التدخل الأمريكي في حرب الشرق الأوسط، ليس من الواضح إذا كانت هناك مصالح أمريكية أم لا، إذا كانت الحرب لأجل النفط فالإجابة نعم، ربما كانت أسباب الحرب لمنع احتكار النفط من قبل جهة واحدة في الشرق الأوسط يصب في المصلحة الوطنية، لو كان الأمر فقط متعلق بالنفط، لعملت أمريكا على تخفيف الضغط عن إيران مقابل تسهيل عقود شراء النفط`12`، إضافة إلى الإختلافات الإيرانيين الفرس و الساميين العرب لن تجعل الخليج العربي قابل للإحتكار من جانب واحد.
وأخيراً، الحرب بدت وكأنها لصالح أمريكا، ولكن على المدى البعيد، لو كان هناك حرب يجب أن تقوم بها أمريكا في التسعينات، لكان من الأفضل لها لإجتياح كوبا بدلاً من العراق، إجتياح كوبا لأنها التهديد الروسي بالكامل (أو أي قوة أخرى) من التمكين من القصف قريب المدى.`13` ولأنها الأعذار للهجرة الكوبية وسياسات اللجوء التي وضعت فلوريدا تحت تهديدٍ سكاني.
في المختصر، عملية درع الصحراء/عاصفة الصحراء ربما كان لها فوائد للمجتمع الأمريكي، ولكن دوام المخاصمة ضد العراق التي تبين به أن أسباب الأزمة، والتوتر الدائم مع الحكومة العراقية، والتي أدّت إلى حرب ثانية عديمة الجدوى لأحد إلّا لإسرائيل.`14، إضافة إلى ذلك فإن الإطاحة في حزب البعث واعتباره غير شرعياً سنة 2003 فتحت المجال للجماعات المتطرفة بالقيام بعمليات النهب والقتل.
حرب الخليج لم تكن هي السبب الرئيسي لعدم الإستقرار في الشرق الأوسط، جذور المشكلة متأصل منذ إنهيار الدول العثمانية بعد الحرب العالمية الأولى.`15` إضافةً الى ذلك الثورة الإيرانية التي عززت من زعزعة الموقف العراقي، لم تحتاج إيران لإتخاذ النهج المعادي لأمريكا لتحقيق أهدافها. بكل الأحوال الولايات المتحدة كانت قادرة استخدام الإنتصار للضغط على اسرائيل للتوقف عن زعزعة الاستقرار في المنطقة، والتي لا زالت تزعزع الاستقرار إلى الآن.
عودة اليمين الأمريكي
ما لم يدرس ضمن أحداث حرب الخليج عودة العرقيين ومعادي اليهود. عدا بعض المشاهد المنعزلة منذ الثمانينات، هذه القوة كانت غير فاعلة ومهمشة وغير قادرة على التأثير على الوعي الإعلامي. التغيير الذي حدث في 1991 عندما قام الرئيس الأمريكي جورج بوش بذكر عبارة “نظام عالمي جديد”.
بإعلان النظام العالمي الجديد الرئيس الأمريكي كان ينوه إلى إنتهاء الحرب الباردة، لو كان على دراية إلى أي منحى سياسي الأمر سيؤول، لكان من المحتمل باتجاه عبارة “نهاية التاريخ” حيث يكون لكل الأعراق والأمم والقبائل على وجه الأرض قادرين على الحياة المشاركة كمستهلكين جيدين في “الإقتصاد”.
ولكن ما حصل بالفعل بأن العالم أصبح أكثر تعقيداً، الحرب الفكرية بين الشيوعية والمجتمعات الأخرى وهبت للحروب على الأساسي الهوية، العرق، الدين، الثقافة، وأمورٍ أخرى، أصبحت هي الأساس. أول من وعى هذا الأمر كانوا يمينيوا سباق الواقع.
الرئيس بوش بإبدائه عن “نظام العالمي الجديد” وجه التركيز بشكل مباشر لهؤلاء اليمينيون المهتمين بشؤون الهوية، وخصوصاً الهوية العرقية، وهناك ما هو أكثر من ما نحوه العرق، بعد استهلاك حرب الخليج لإدارة الرئيس بوش والأخبار على مدار الساعة، فشل الحزب الجمهوري لإدراك أن إئتلاف ريغان من الموظفين والعمال الديمقراطيين والإعلامي الشمالي المحافظ تعرض للشرخ. عام 1990 في حين أن الجيش العراقي إجتاح الكويت، الرئيس جدد عقود التجارة مع “الأمة المفضلة” الصين، الأمر الذي ضيع فرص العمل من الشمال الأمريكي لصالح شرق آسيا`16`. جورج بوش أنشأ إطار الـ نافتا، ما زاد من الضرر على طبقة العمال.
الرئيس جورج بوش خسر في انتخابات 1992 بسبب خسارة أصوات الطبقة العاملة في الشمال. إماّ بقيو في المنازل، أو قاموا بالتصويت للمستقل روس بيروت أو حتى إنتخبوا بيل كلينتون.
الخلاف الداخلي الأمريكي فترة التسعينات
بيل كلينتون شحن اليمين في فترة رئاسته الأولى، لم تفهم أسباب ذلك بعد، ربما يحتاج الأمر لكثير من الوقت وجهود من محللين التاريخ، النظرة السريعة هي كالتالي:
تحاشى كلينتون الفيتنام، حتى إنتخابات 1992، كل الرؤساء الذين ترشحوا كانوا جنود سابقين في الجيش.
إضافة إلى طعم المرار المستمر بشأن الفيتنام، كلينتون أعرب عن الإستياء لعدم حل الأمور الإجتماعية الأخرى، كمسألة الإجهاض
كان يقدم كلينتون مبدأ تذويب الأساس الصناعي
بيل كلينتون كان رئيس جنوبي، حركات العصابات اليمينية وجدت الأمر جليل في دعم من الناحية الغربية البروتستانتي شمالي – كان هناك عصابات ميشيغان، أحرار مونتانا، الخ.
كان كلنتون بمثابة”الرئيس الأسود” في الوقت الذي مضى ثلاث عقود على جرائم العرق بالجانب الإفريقي.
سبب آخر بأن اليميني العنصري بدأ يشكل قاعدة شعبية. هناك الكثير من حركات الهوية المسيحية في أرجاء أيداهو، وظهور مدعي نبوة أمثال، بين كلاسن، ماثياس كوهي وويليام لوثر بيرس الذين أنشأوا مناهج ملحوظة، النهضة الأمريكية ظهرت في التسعينات.
على كل الحال، الجانب اليميني ليس فقط صاحب وعي عرقي، الجانب اليميني يجب أن يبدو ككرمة العنب، حيث مجموعات مختلفة ولكن مرتبطة قادرة على النمو جنباً لجنب في نفس الحقل، النباتات في مرتبط نوعاً ما، ولكنه مختلف بشكل واضح. بجانب كرم اليمين هناك أيضاً فرع التحرير المدمر لكل شيء حكومي، ذلك الفرع أنتج تيموثي ماكفي الذي قام بتفجيرات أوكلاهوما، ماكفي تأثر من مذكرات ويليام بيرس، ولكنه نفى في أن يكون عنصري، بكل الأحوال، الإعلام والحكومة اعتبروه يمينياً، كلينتون حقق الرئاسة في 1996.
يمين الوعي العرقي عانى من سوء الحظ باقي العقد، ولكن فكرة أن اليهود يتحكمون في الحكومة الأمريكية كان من المستحيل تجاهلها بعد شراك مدّ عمليات حرب الخليج، عندما قام مجموعة من اليهود المتحررين بالتمهيد لحرب تدمير العراق. إضافة إلى ذلك، بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر ، نشب كثير من الازدراء لهجرة غير البيض لأمريكا والتي أيضاً مسحيلة التجاهل، أمواج حرب الخليج ما زالت بالإنتشار.
الملاحظات والمراجع
- http://abcnews.go.com/Archives/video/jan-1991-us-iraq-fail-reach-resolution-15322979
- http://www.vho.org/tr/2000/2/tr02buchanan.html
- http://www.benning.army.mil/Library/content/NS%20P-4889.pdf
- http://www.jewornotjew.com/profile.jsp?ID=384
- http://www.nytimes.com/1990/09/06/world/confrontation-gulf-thunder-right-us-role-gulf-splits-longtime-conservative.html
- http://www.kevinmacdonald.net/UnderstandJI-3.htm
- http://www.nytimes.com/1990/09/06/world/confrontation-gulf-thunder-right-us-role-gulf-splits-longtime-conservative.html
- https://web.archive.org/web/20140125123844/http://www.iasps.org/strat1.htm
- http://buchanan.org/blog/pjb-where-are-we-going-in-the-gulf-229 See also: https://www.washingtonpost.com/archive/politics/1992/02/25/bush-ad-attacks-buchanan-over-gulf-war/7fab0891-8095-45c3-8257-90a8b9d67b8e/?utm_term=.29125251b4bf
- http://www.nytimes.com/1990/09/20/us/newspaper-faults-columnist-for-remarks-on-jews.html
- https://en.wikipedia.org/wiki/Safwan_Airfield_standoff
- من الجدير بالذكر أن هناك رابط بي الأمريكان وأبناء عمومتهم الآريين الفرس، كلاهم له عدو مشترك، من المؤكد يتبادر للأذهان أنها العراق، ولكن هناك أيضاً عدوهما في افغانستان، إيران دعمت أمريكا في حربها ضد الباشتون بعد أحداث الحادي عشر من أيلولhttp://www.mepc.org/us-iran-engagement-through-afghanistan
- https://www.csmonitor.com/World/Global-News/2009/0315/a-new-cuban-missile-crisis-russia-eyes-bomber-bases-in-latin-america
- ويليام لوثار بيرس يستحق هنا الإقتباس 21/11/1998 الحملة الصليبية على العراق ليست لأجل الأمم المتحدة أو الأمن العالمي أو منع العراق من أسلحة الدمار الشامل، ولكن لجعل الشرق الأوسط أكثر أمناً لإسرائيل حتى تستمر بالتنمر على الدول المجاورة والسرقة منهم، أي تفسير آخر هو أكذوبة ونفاق، وفي الحقيقة يمكننا التوقع لجرعات من الأكاذيب والنفاق أكثر من التي قالها دعاة الحرب على العراق. مدراء الإعلام سيجلبون الساسة أمام عدسات التصوير ويخطبون بنبرة تحررية بأنَّا لن نسمح لصدام دون محاسبة بعد الآن، سيظهرون الجنود على شاشة التلفاز يهتفون فرحاً بعد أن قد أخبروا بأنهم ذاهبون إلى للخليج لركل مؤخرة صدام وعدم السماح له بصنع ما هو قد أُدعي بأنه يصنع، والذي يبدوا في الواقع في أنه يتبع توجيهات الأمم المتحدة كما قد أملت عليه”.
- كل الإمبراطوريات تخلف نزاعات عندما تنتهي. سقوط الإمبراطورية البريطانية أدى إلى نزاع طويل بين الهند وباكستان، وكذلك الإمبراطورية اليابانية كانت منطقة حرب. على مر عقد كانت الحروب أو فصائل التمرد في الهند الصينية الفرنسية، كوريا، اندونيسيا، ماليزيا، وعملية عصيان عنيفة في الفلبين.
- http://articles.latimes.com/1990-06-03/opinion/op-670_1_most-favored-nation-bush-administration-favored-nation-trading-status
%D9%86%D8%B8%D8%B1%D8%A9%20%D8%A5%D9%84%D9%89%20%D8%AD%D8%B1%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%84%D9%8A%D8%AC%20%281990%20and%238211%3B%201991%29
Share
Enjoyed this article?
Be the first to leave a tip in the jar!
Related
-
The Counter-Currents 9/11 Symposium
-
Nowa Prawica przeciw Starej Prawicy, Rozdział 2: Hegemonia
-
Dr. Goldenstein’s Monster
-
America in Israel, Israel in America
-
Nueva Derecha vs. Vieja Derecha Capítulo 2: Hegemonía
-
Liberal Anti-Democracy, Chapter 4, Part 2: The Post-War Consensus
-
Trump’s Great Secretary of Defense
-
Russian Eurasianism: Its History & Core Ideas