الأمريكان ذو الأصول الأوروبية واليهود، فيتنام ونيبال

[1]2,989 words

English original here [2]

بقلم : سي. إف. روبنسون

ديفيد مارانِس
مضوا إلى الشمس: الحرب والسلم، فيتنام وأمريكا 1967
نيويورك: سيمون و سكوستر، 2003

حرب الفيتنام قامت من وجهتيّ نظر. الأولى بين أمريكا والشيوعية في الفيتنام، والثانية بين مؤيدي ومعارضي الحرب من الفصائل والنوادي الجامعية وأنحاء أخرى في الولايات المتحدة، الكتاب الذي صدر عام 2003 مضوا إلى الشمس بقلم ديفيد مارِنسيس يروي القصة بشأن هذه التوترات في الفيتنام وفي أرجاء جامعة ويسكونسن في ماديسون, المعارك التي حدثت في السابع عشر والثامن عشر من أكتوبر 1967 هي معارك قد غيرت مجرى الحرب.

المعركة التي حدثت في الفيتنام قد اندلعت مع الفرقة الثانية من اللواء الثامن والعشرين للمشاة المعروف بـ”الأسود الأسوداء” والذي هو جزء من الفيلق الأول للجيش المعروف باسم “الأحمر الكبير”. الأسد الأسود كان بقيادة المقدم تيري دي لا ميسا آلن جونيور، رقيب قيادة فرقة المشاة كان فرانسيس دولنج. المقدم آلن هو ابن`1` قائد معروف بفيلق الأحمر الكبير الذي ترأس قيادة القوات في الشمال الإفريقي أثناء الحرب العالمية الثانية.

في 17/10/1967 قامت الأسود السوداء بالاشتباك مع مقاومي الفيتنام الذين كانوا متمركزين في مواقعهم ، ولكن الفيتناميين انتصروا. كان موقف الإدارة الأمريكية فضيعه اضافة الى ان المقدم قتل في المعركه، كان الحال مع رقيب قياده الفرقه دولنج. قراءة نتائج المعركة اوضحت ان الملازم الثاني هارولد بي. دورهام جونيور قد قتل كذلك ومنح بعدها وساف الشرف. قال الناجون الأمر كان أكثر من هجوم مباغت. عندما وصلت الأخبار إلى واشنطن بأن الملازم آلن قد قتل بجانب العديد من رجاله، جو من التشاؤم اليائس عم على أرجاء إدارة جونسون، الى اليوم لازاله خبراء التاريخ العسكريين حول التكتيكات التي كانت متبعة من قبل الاسود السود اذا كانت هناك امور من الافضل اتباعها، من نظره يمينية فاصله النظر الى حرب الفيتنام من بعيد كان وكان آمر سانوي لما حصل في ماديسون ويسكونسن.

في الثامن عشر من تشرين الاول في جامعة ويسكونسن في ماديسون ممثله شركة داو كيميكال، وهم جهه كانت تصنع النابالم للجيش الأمريكي فاصله ذهبت الى مقر الحرم الجامعي استقطاب الطلاب للعمل لديها وقد قوبل باحتجاجات من قبل معارضيه إنتاج النابالم والذين أعدوها بسرعه، وقامت إدارة الجامعة باستدعاء شرطة المدينة إضافة إلى الشرطة الجامعية لفض المظاهرات، الشرطة كانت متعبة من عناد الطلاب وتعاملوا معهم بعنف، الكثير من الطلبة ورجال الشرطة جرحوا أثناء الإشتباكات، الكثير من الطلاب الغير مهتمين بـ حرب الفيتنام جرحوا أثناء الإشتباكات. المتظاهرون أرشدوا ونظموا من قبل يهود.

أعمال الشغب في ماديسون أظهرت إئتلاف بين الحزب الديمقراطي وطبقة العمل الأكاديمي والسود وعدة أقليات، مناوئي الحرب تفرقوا بشكل ميؤوس منه. في 1968 اجتماع الحزب الديمقراطي أصبح كأرض معركة، كما حدث الحال في جامعة ماديسون. اليهود أوحوا للعنف اليساري بالاستمرار في في ماديسون لسنوات، التفجير المؤسف الذي حدث في قاعة ستيرلنج سنة 1970 خطط من قبل طالب يدعى كارلتون ارمسترونج والذي شارك قبلاً في أعمال الشغب في 18/10/1967.

لأخذ العلم، النشأة التي عاشوا فيها الطلاب في جامعة ماديسون في أواخر الستينات كانت مميزة من حيز الفرص المتاحة: كانت تضم معيشة الطبقة المتوسطة والتي ذهبت أدراج الرياح، في ذلك الوقت كان وسط الغرب الأمريكي جنة للطبقة المتوسطة. التقدميين كأمثال جايلورد نيلسون حول ويسكنسون لنظام إجتماعي أرقى من الدول الإسكندنافية ، مستوى التوظيف كان عالي و الطلاب الذاهبون الى الجامعة لم يشعروا بمشاكل الأزمة الإقتصادية العاملين وسكنسون كالنجارين استطاعوا بسهولة أن يرسلوا أبناءهم للجامعة، الشباب البالغون إستطاعوا التطلع لوظائف ذات دخل جيد بعد التخرج، ربما الحال مختلف عن هذه الأيام حيث أن أصحاب الشركات كانوا يذهبون إلى الجامعات لتوفير فرص العمل المتاحة للخريجين الجدد.

حرب الفيتنام حدثت على مشارف الحرب الباردة وظاهرة إنهاء الاستعمار تجتاح العالم. نتيجة الى ذلك، كان الأمريكيون غير متأكدين إن كانوا يحتاجون جنوب الفيتنام والتي كانت ذات سيادة ولكن تحت مظلة “الإمبراطورية الأمريكية” في المحيط الهادئ، ضد التوسع الشيوعي أم سبقونا خارج الحروب الأهلية، بكل الأحوال عند قراءة كتاب المضي نحو الشمس سنجد أن الأمر أكثر تعقيدا كما سيكون موضح لاحقا

الحرب الفيتنامية حدثت بالتزامن مع الكوارث الإجتماعية متعددة الوجوه في أنجلوس الأمريكية للطبقة الرفيعة

سنة 1967 الطاقم الموالي للولايات المتحدة، وهم البروتستانت البيض من ذي الأصول الأوروبية، تمركزوا في الشمال هم ومن يشابههم من أبناء مهاجري المملكة المتحدة البيض استطاعوا النظر للخلف في ثقافة حظيت فقط بالنصر منذ منتصف القرن الثامن عشر وأيام الحرب الفرنسية الهندية، بكل الأحوال، هذه السيطرة ذهبت للإنحدار، لم يرى أحد من الصناع القرار القادم إليهم، ولم يكن أحد بإمكانه تلافي المأساة، الحرب الفيتنامية بدأت في نفس الوقت الذي بدأت سيطرة أبناء المهاجرين من المملكة المتحدة البيض في الإنحدار، وقبل نهاية الحرب، نزحوا باقي أبناء المهاجرين البيض.

أولى العلامات كانت واقعة الطلاق الثورية، هذا الحدث حصل لعائلة آلن ذات الطبقة المرموقة، عندما أرسل إلى الفيتنام، أبقى خلفه زوجة وثلاث طفلات. زوجته جين جين بوندر آلن هي أيضاً من عائلة مرموقة في الباسو، ولديها برنامجها الخاص في القناة التلفزيونية، بعد عدة شهور من ذهاب الملازم آلن لأرجاء الفيتنام، جين نسفت العائلة عن طريق إقامة علاقة مع أحد مهرجي الإذاعة وأرسلت رسالة “عزيزي جون” لزوجها، عندما عاد آلن في إجازة طارئة محاولاً إنقاذ الزواج، كانت تنبزه بـ”قاتل الأطفال”. عاد جون للفيتنام حاملاً لأزمته الأسرية في داخله.`2`

العارض التالي أن حقيقة تقدم النخبة البيض أخذ بالانحدار في مؤسساتهم لصالح اليهود. هذا الحال تبلور في جامعة ويسكنسن سنة 1967، عدوان اليهود ضد سيطرة إدارة الجامعة كان مصغَّراً لأوضاع مشابهه في مناطق أخرى، عميد الجامعة الأبيض في وقت أعمال الشغب ضد صناعة النابالم ويليام هاملتون سيويل ربما مات ولم يستوعب حجم المشكل آن ذاك.

هذا الموقف يستحق الكثير من الشرح. العميد سيويل ميشيغان المواليد كان ابيض متقدم بكل المقاييس. كان يجمع تجيلات جاز رائعة, كان يصلي في الكنيسة التوحيديةو`3` والتي بنائها صمِّم من قبل فرانك لويد رايت. كان اجتماعي مع خلفية في علم الإحصاء ودرس أفكار سيغموند فرويد ووجد أن” هناك كمية لا بأس بها من الشكوك حول واقعية وفاعلية النظريات التي طرحها.”`4`

بغض النظر عن أن سيغموند فرويد كان محتال (وقد تكون نظرياته انطلقت فقط لخدمة اليهود)`5` فإن العميد سيويل لم ينتبه للخطر التعصبي اليهودي القائم أمامه، البيض خسروا السلطة في جامعة ويسكنسون، عميد شؤون الطلبة جوزف إف. كوفمان يهودي(ولكن لا يبدو أنه ناشط يساري). وإنما كان هناك من اليهود المتطرفين منتشرين في أرجاء الجامعة، أحدهم كان جورج إل موشي، المعي جامعة ويسكنسن كيفن بي. مكدونالد كتب:”اهتمام موشي اليهودية وتعريف الشخصية كان واضحاً والتي ظهرت في كتبه ومحاضراته وإبداء أشد الاهتمام في الأمور اليهودية كقضية الهولوكوست…”

يهودي متطرف بارز آخر يدعى هارفي جولدبيرغ.`6`، كتب مكدونالد عن غولدبرغ:” في ضمن خبرتي أثناء وجودي في ماديسون أثناء الثمانينات كان هناك تعطش للإنتقام الدموي والمدمر لبناء المجتمع والذي كانوا ينظرون إليه بأنه مجتمع جويم، فاشي رأسمالي عنصري ومعادي للسامية. ( ربما كان جولدبيرج والذي خطب محمساً العصيان الدموي كان متأثراً بهذه النظرة)”

أحد من قاد التظاهرات إسمه بول سوغلن. سنة 1967 سوغلن كان “طالب محترف” نوعاً ما والذي كاد أن يرسب في عدة صفوف. كان ذكياً من الناحية صنع المشاكل في الحرم الجامعي وعنده غريزة سياسية. مثلاً “قام سوغلن بحمل فتاة أثناء مظاهرة مواجهاً نزاع يواجهه برعم سياسي وليس إنسان وجودي وقام بحله، أراد أخذ الطالبة إلى شقته التي تبعد خمس تقاطعات، ولكنه مهتم بخصوص أنه من المخجل إذا حصل أمر وهو غير موجود. لو أتت السلطات وفضت الاحتجاج، من المهم له أن يدعي أنه كان هناك، لأجل ذلك وجد رالف هانسون مدير قسم الشرطة للجامعة، والذي كان صديقٌ نصوح، وأكد له أنه ليس هناك أي إجراءات أعلم أنه ليس هناك أي تعليمات صادرة، في منتصف الليل سوغلن أسس تحالف مع صديقه الجديد”.`7` كان أحد النظامين الأساسيين للمظاهرات المناوئة لصناعة النابالم، وأصبح لاحقاً عمدة ماديسون، يهود آخرون ك روبرت كوهين وإيفان ستارك، كانوا كذلك عناصر أساسية في النشاطات.

بكل الأحوال، الفاعلين الرسميين في المظاهرات لم يكونوا من اليهود، أحد المتظاهرين يدعى جوناثان ستيل سترا من أصول دينماركية كالفينية، أخذت صورة له وهو ينزل العلم الأمريكي من قاعة باسكوم أثناء المظاهرة، كيفن ماكدونالد كتب،  “العصيان الثقافي كان بشكل عام حاضراً في الموقف”

ما دفع الأمريكيين أمثال جوناثان ستيلسترا المتأصل من نخبة الأنغلو في الشمال، كان آخر أعراض انهيار سيطرة نخبة الأنغلو. بسبب خسارتهم للسيطرة على مؤسساتهم، خسر البيض السيطرة الثقافية دون القدرة على إيجاد الصورة الذي تمنحهم القوة مع المسؤولية الأخلاقية الواجب توافرها بجانب هذه القوة، للأحسن أو الأسوأ، أمريكا تمتلك إمبراطورية في الهادئ تمتد من هاواي إلى الشرق الآسيوي، الإمبراطوريات في طابع الحال يجب أن تضبط بالقوة، أو بالخوف من استخدام القوة، وهذا يشمل استخدام قنابل النابالم، بعدم وجود سيطرة ثقافية، الأمريكان البيض عجزوا أن يشكلو صورة أخلاقية لتبرير استخدام القوة، بينما اليهود في دهائهم بنوا صورة خلابة ودفعوا برسائلهم. سماع هذه الخطاب الجديد والذي بدى غريب ولكن أخلاقي، البيض أمثال جوناثان وقعوا في الشراك.

كما وضعت الحرب الفيتنامية أوزارها اليهود أوغلوا في الدفع لتغيير النخبة البيض، بول سوغلن حل محل ماديسون، عمدة غرب أوسطي من أصول اسكندنافية، ستة 1973 بيل ديك السياسي اليساري عزم على إطاحة نكسون من البيت الأبيض، سيغون سقط سنة 1975، ما أنقذ الأمريكان البيض من الشيوعية هو حقيقة أن الأفكار الماركسية لا تحمل معاني عميقة وأن الإتحاد السوفيتي إنهار من تلقاء نفسه، ومع ذلك، البيض لا والوا خارج الصورة، وحالياً كل السياسات الأمريكية الخارجية تصب في مصلحة إسرائيل.

السياسة الأمريكية الخارجية هي امتداد للسياسة الأمريكية الداخلية…وعلى صناع القرار أخذ هذا الأمر بجدية عالية

الولايات المتحدة أنشأت مشروعها الإمبراطوري في الشرق الأقصى والشرق الأوسط، ولكن هذه المشاريع تم دعمها من أشخاص مختلفين، والنتائج كانت جداً مختلفة، الأمريكان الذين دفعوا بالمشروع نحو الشرق الأقصى عبر المحيط الهادئ كانوا من البيض ذوي الأصول الإنجليزية، المهمات التبشيرية التي ذهبت لهاواي، والتي للأحسن أو الأسوأ جعلت من هاواي ولاية أمريكية. في الفلبين القائد ويليام هوارد تافت والعائدة جذوره الى ماساتشوستس أوائل القرن السابع عشر، نفذ نظرة سابقة بمبدأ “إكتسب القلوب والعقول” والتي نجحت.

القائد دوغلاس ماك آرثر، والعائدة جذوره للأمريكان البيض والذي أعاد بناء الصناعة في اليابان، والذي تمثَّل بالتسامح ولم يطارد مجرمي الحرب هناك، كما بحث اليهود عن مكافئيهم من الألمان، في كوريا، السياسة الأمريكية جعلت الجنوب الكوري أيقونة صناعية، السفيرين الأريكيين لجنوب كوريا أثناء الحرب الكورية كانوا من الأمريكان المسيحيين البيض الذين ترعرعوا في نيوانجلند.`8`

السياسة الأمريكية في الفيتنام كانت إمتداد للتوسع عبر المحيط الهادئ من الأمريكان البيض ذي الأصول الإنجليزية، كان الرئيس كندي كاثوليكياً كذلك`9` كان من الأمريكان ذو الأصول الأوروبية من ماساتشوستس، نظيره في جنوب الفيتنام كان كذلك كاثوليكي، الرئيس نجو دينه ديم. هذا يوافق النمط السابق من الأمريكيين البيض المساندين للمسيحية في الشرق الأقصى، السفير الأمريكي لجنوب الفيتنام كان أمريكي أبيض متأصِّل من ماساتشوستس ويدعى هنري كابوت لودج جونيور.

كان هناك تكلفة باهظة للتوسُّع في الشرق الأقصى، وربما أمريكا كان عليها التراجع آن ذاك، وكذلك من الجليّْ أن الحرب في كانت المناطق كانت مروِّعة. المتظاهرين ضد استخدام النابالم لم يكذبوا بشأن فظاعتها، كل الحروب تتحلى بالفظاعة، بكل الأحوال عندما توقف إطلاق النار، تمتعت المناطق الآسيوية المتأثرة من أمريكا بالإستقرار، لو فاز الأمريكان في الفيتنام، من المؤكد أنه لن يكون بول بود في كمبوديا، وجنوب الفيتنام كانت ستكون دولة رائدة في النمور الآسيوية.

تدخل الأمريكان البيض في الشرق الأوسط أسّس السياسات الأمريكية الشرق أوسطية، والذي تم دفعه من قبل العرق اليهودي بهدف إدخال الثقافة اليهودية للشرق الأوسط، اليهود في المناصب العليا داخل البيت الأبيض كأمثال لويس برانديز وآيب فورتس وبول وولفُوِتز كانوا صهاينة متأصلين، كتب جون مارشمير وستيفن والت: “الدفع بالسياسات الأمريكية في أرجاء المنطقة كان نابعه بالكامل تقريباً من السياسات الداخلية، وبالأخص نشاطات اللوبي الصهيوني.”

في حين أن الشرق الأقصى تمتع بالإستقرار، فإن الشرق الشرق الأوسط دمِّر كتدمير القرون الأولى، لاينتهي نزاع حتى يبدأ نزاع آخر، السياسة الأمريكية هناك استلهمت ونفذت بشكل كبير من قبل اليهود، جعلوا الحرب الأهليةى في سوريا تطول في سوريا وبشكل أسوأ مما هو المفترض، عن طريق دعم جماعات إرهابية ضمن صفوف المعارضة، وحولت ليبيا والعراق إلى سلة من القضايا، الدعم الأمريكي لإسرائيل خلق كابوس عند الفلسطينيين، نتاج ذالك أشعلت الفصائل في لبنان شرارة البدئ للحرب الأهلي في لبنان بين 1975 و 1990 وتسببوا في العديد من المشاكل لملك الأردن آنذاك، والسياسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين لا تقل في الوصف عن كونها فظيعة.

استنتاجات: معاناة العرق السائد في أمريكا

بعد التأمل في تأثير المظاهرات لعدم استخدام النابالم في جامعة ماديسون، يستطيع المرء الاستنتاج بأن الصعوبات الداخلية الأمريكية لا تتمثل في الشمال ضد الجنوب، أو في البيض ضد السود، ولكن هو الصراع العرقي بين البيض الأوروبيين واليهود، بعد انتهاء حرب الفيتنام، الصراع بين البيض ذوي الأصول الأوروبية واليهود كان من الممكن أن يكون بدون الداعي لصنع الحروب. هناك العديد من النواحي لهذه المصاعب.

أولاها هي النواحي الدينية، في الولايات المتحدة البروتستانتيين الغير متعصبين هم من أكثر المنصفين بشأن القضية الفلسطينية. مثال ذلك المبجل هاري إمرسون فوسدك، وهو مشيخي غير متعصِّب، عمل مع نخبة الأنغلويين أمثال كيرمت رروزفلت جونيور كمعادي للصيهيونية ناشط، ومن الطبيعي كان متهم بمعادات السامية.فوسدك من فئة المسيحيين المتحررين، الكنيسة الأمريكية المشيخية صرحت بأن كرَّاسة الصهيونية غير مستقرة، والذي عوورض من قبل الكنيسة المسيحية الصهيونية المتعصِّبة. المجموعات متعددة الأديان نجحت في منع وثائقي المشيخية من الإنتشار. طوائف أخرى أوجدت في الشمال الأمريكي، كطائفة كنيسة كويكرز الأمريكية المتحدة، والتي أعربت أن اليهود عليهم المضي في السير وفق قناعاتهم.

الفصل الثاني من الصراع كانت سياسية. في أوائل الخمسينات دوغلاس ماك آرثر كان ضمن القوائم النهائية للوصول إلى الإنتخابات الرئاسية، ولكن إنضمامه السياسي قد حُجب بواسطة ضغط الجماعات اليهودية المنظم، عندما تم اكتشاف ذلك، قام جورج لنكولن روكْويل بإطلاق نهج سياسي، يدخل في أصول دوغلاس عائلة بلتشر التي معظمها من ماساتشوستس، أحدث أمثلة الهجوم على الرؤساء البيض من أصول أمريكية هو التحقيق الذي أطلقه رود روزنشتاين، قائد قسم التحقيقات بشأن شكوك التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية 2016. لم يكن هناك أي أنظار نحو جهات أخرى ذات تأثير على السياسة الأمريكي كالجانبين السعودي والإسرائيلي.

مثال سياسي آخر في غير يهودي من الشمال كان في مجلس الشيوخ، كحال عائلة كينيدي، السيناتور الجمهوري جوزف مكارثي كان كاثوليكي من أصول ايرلندية. بصفته سيناتور، كان أثناء الحرب الكورية يبحث عن الشيوعيين داخل الحكومة، معظم المتهمين كانوا من اليهود، وتهمة معادية السامية وجِّهت مراراً ضد مكارثي، لم يستطيع الإنتهاء من الخدع من اليهودي عضو نفس الحزب روي كوهن. بعد انتهاء الحرب الباردة، وضَّحت الوثائق التي أفصح عنها بعد ذلك، أن مكارثي كان محقاً بشأن التطلعات الشيوعية في الداخل الأمريكي.

الحرب بحد ذاتها هي نزاع داخلي، أحد المشاكل الرئيسية في الحرب على الفيتنام كان صعوبة الاتفاق على إستراتيجية ناجحة. كان من المستحيل حسم نتائج المعركة، هل كان على الجيش القيام بالبحث التدميري، أم بالاحتلال والتمركز؟ هل كان من الضروري قصف الطيران لهانوي؟ هل ستتدخل الصين كالحرب الكورية؟ الكل له وجهة نظر ولكن لا إجابة للأسئلة.

بما أن من واجب المواطنين القادرين على إيجاد الحلول المشاركة في العمل، علينا إعتبار أعمال التظاهر التي قيدت من قبل اليهود سنة 1967، هي همجية وهدفها زعزعة الشارع الأمريكي وضرب البيض، وليس الشعور الصادق بالأسف على ما تفعله القنابل الحارقة، في نفس السنة قامت إسرائيل باستخدام القنابل الحارقة في عمليات الإجتياح لحرب 1967 ولم نسمع أي أصوات تبكي حزناً وتطالب في وقف تصدير النابالم الأمريكي إلى هناك. أثناء الحرب الباردة وحرب الفيتنام قام اليهود بتخريب الأهداف الأمريكية، كما فعل دانيال إلسبرغ بتسريب أوراق البنتاغون لـ نيويورك تايمز.

الفصل الثالث من الصراع هو الثقافي، في الواجهة، الأمريكان البيض من الذين قدموا من أسطول وينثروب أو من الأساطيل الأوروبية التي لحقت بها، كانت في اشتباكات دائمة مع تنظيمات المجتمع اليهودي و/أو نابزوهم بمعاديي السامية ومثال ذلك:

تشارلز أي. ليندبرغ من مينيسوتا

إرنست همنغواي في ميتشغن

عزرا بوند الذي ولد في أيداهو وهو من أحفاد البروتستانتي وادزورث بكونيتيكت

هوارد فيليب لافكرافت في رود أيلاند إلسوورث إف. بانكر سفير جنوب الفيتنام من أحفاد جورج بانكر والذي هو من بوسطن 1634. الشاعر اليهودي آلن غينسبرغ سخر بالخصوص من بنكر في أحد أعماله.

اليهود والبيض في المجموعات التحررية يبدون في صفٍ واحد، ولكن هذا الزواج كأشخاص في سفن تتجه في اتجاهين متعاكسين، ولو كان يبدوا من جانب الشاطئ أنهم نفس المجموعة، في الأمد القصير، أعمال شغب ماديسون كان انتصار يهودي، مع أنه في وقت ظهر وكأن الأمر بأنه الشباب ضد كبار السن، من جوانب أخرى فإن النزاع لا زال مستمراً.

من وجهة النظر بأن النزاع الأمريكي هو بين اليهود والسكان البيض قام كيفن ماكدونالد في كتابه ثقافة النقد بهجوم مضاد على التأثير اليهودي في الثقافة الأمريكية كاتباً: “بأن التاريخ يرى كذلك أن الحركات المعادية لليهود قد نشأت نتيجةً لزيادة تدخل اليهود في شؤون الآخرين، كما هو دائماً، من المذهل مشاهدة العقدة في الرواية.`10`

ملاحظات المترجم

ما يقصد في النص بالأمريكان البيض هم أحفاد المهاجرين الأوروبين الذين قدموا إلى المستعمرات الأوروبية في الشمال الأمريكي، وذكر أصول أشخاص بعينهم هو إشارة على أماكن تواجد أجدادهم في فترة مستعمرات الشمال الأمريكي

ملاحظات النص والمصادر

1- كان الملازم آلن جندياً مقداماً ووطني كما هو الحال مع والده، وهو من أحفاد النقيب كارلوس أي. دي لا ميسا إل باسو في جيش الإتحاد في الحرب الأهلية في فرقة المشاة 39 في نيويورك، أمه كانت ماري فران روبنسن، وهي ابنة العمدة ويليام إف. روبنسن من تكساس والذي مات في 1910 هو ورجل إطفاء إثر إنهيار جدار من مبنىً محترق

2- لا يستطيع المرء سوى التفكير بـ”ماذا لو” بشأن الحال مع الملازم آلن، هل كان سيعود في رحلته للفيتنام إن بقيت زوجته في جانبه؟ ربما كانت لهما فرصة جيدة في التأثير السياسي في غرب تكساس

3- أول ما أنشئت الكنيسة التوحيدية في إنجلاند بعد انشقاقها عن الكنيسة الجماعاتية، الكنيسة الجماعاتية كانت هي المسيطرة وسميت كذلك بإتحاد كنيسة المسيح وقد انبثقت من الكنيسة البروتستانتية، نستطيع القول أن الكنيسة التوحيدية أقيمت بنفس الأفكار التي أسست عليها الكنيسة البروتستانتية

4- مارانس، المضي نحو الشمس، كيندل لوق 2279

5- جامعة ويسكنسن 1966 ، الخريج البروفيسور كيفن بي. مكدونالد كتب: “قد شاهدنا العنصر الإعتيادي في نشاطات اليهودية المنتقاة حيث أن الفلسفة التنويرية تنبذ الثقافة الشركية، صنفت أفكار فرويد على أنها أفكار تخريبية، آمن فرويد أن التحليل النفسي قائم على الظهور بصورة صادمة تخريبية، في طريقه إلى أمريكا لم يشعر في أنه يجلب معه ترياقٌ جديد، بأسلوبه الجاف الرطب قال لمن معه في السفينة، نحن في الواقع جالبون معنا الطاعون…”كيفن مكدونالد، ثقافة النقد : نحو نظرية ثورية لدور اليهود الحركات السياسية والفكرية في القرن العشرين (بلومنجتون، الطبعة الأولى، 2013) ص 654-655.

6- منذ انهيار الشيوعية وسقوط الاتحاد السوفيتي، السماع لتسجيلات هارفي غولدبرغ هو تمرين في الملل. هنا عينة منه: “نحن في الواقع مدركين بأن ثورة تشرين الأول قامت على عدة عوامل، أو لوضعها في منهج ماركسي، بأنه كان هو الهدف الحالي لسيادة روسيا…الإحتراق الإجتماعي … التراجع للفوضى…” بعد السماع لغولدبرغ تشعر بالامتنان من دقة جورج لنكولن روكويل بوصف الماركسية في أنها خدعة يهودية،”…النتيجة النهائية للثورات تكون عادةً بتعيين مجانين وغير منتجين، الماركسية لم تكن لتنجو من دون ضخ الأموال الطائلة من الدول الشعوب غير الإشتراكية، (كحال إسرائيل القائم كيانها على الإصلاحات الألمانية وعظم أمريكا والاتحاد السوفيتي، والتي يتم إنقاذها عن طريق معونات القمح الأمريكية)”.

7- مارينس، المضي نحو الشمس، كيندل لوك. 1899.

8- أول سفير أمريكي للجمهورية الكورية كان جون. جَي مكسيو عاش ما بين 1900 و 1989 ولد في إيطاليا وترعرع في رود أيلاند، الثاني كان من مواليد ماساتشوستس إلس أو. برغز عاش ما بين 1899 و 1979.

9- اليهودي المعادي للكاثوليكية آفرو مانهاتن كتب في كتابه أن التدخل في الفيتنام نجم عن الخلفية العرقية والأصولية لجون كيندي. لم يقل بأن التدخل الأمريكي في سبيل التوسع الأمريكي نحو الشرق الأقصى، ولكن أشار بأن إنتماء كيندي للكاثوليكية كانت عامل في ذلك.

10- مكدونالد، ثقافة النقد، ص 1139.